و بدون تردد أمسكت بياقة ثيس.
“آآه! آنستي! لماذا تفعلين هذا!”
أمسكت بياقتها و سحبتها بقوة.
“يا آنسة، اهدأي واتركيني……آه!”
عندما ضغطت بقوة على ياقة ثيس أصدرت صوتًا و كـأنها تختنق.
حاولت الخادمات الأخريات إيقافي، لكنهن لم يستطعن هزيمتي لأنهن لم يستطعن حتى استخدام السحر.
“مهلًا، لا تفعلي ذلك! ماذا! ساعدوني! ساعدوني…..!”
“بالكاد أستطيع السيطرة على غضبي الآن، لذا سيكون من الأفضل أن تكوني هادئة. أنا لا أعرف ماذا سأفعل أيضًا.”
الغرفة التي حصلت عليها لأول مرة في حياتي، والبيجامة الناعمة التي أهدتني إياها ماري، والسرير الدافئ والمريح قد استحوذت عليه الصراصير.
لابدَ أن ثيس قد شعرت بخطر الموقف بسبب وجهي البارد المتصلب و قالت بوجه شاحب.
“هاها، آنستي. لماذا تفعلين هذا……الأمر مخيف عندما تقولينه بهذه الطريقة…..”
قمت بسحب ثيس بقوة للوقوف أمام غرفتي.
ثم أن ثيس بالتأكيد أدركت ما أحاول القيام به، وسرعان ما تشبثت بذراعي.
“آه، آنستي. آسفة. لقد ارتكبت خطأً فادحًا. من فضلكِ سامحيني هذه المرة فقط. آنستي، حسنًا؟”
“ماذا سيتغير حتى لو اعتذرتِ الآن؟”
كانت غرفتي في حالة من الفوضى على أي حال.
“أ-أنا أكره ذلك! ساعدوني! آنستي…..! آهغ!”
عندما ضغط سحري على حلقها لم تعد قادرة على التحدث كما لو كان فمها مسدودًا.
“آهغ! آه!”
أمسكت بثيش بقوة من ياقتها ودفعتها إلى غرفتي.
“آه!”
تمسكت ثيس بالباب وكأنها لا تريد الدخول، لكنني استخدمت قوتي لرميها بعيدًا.
ثم بدأت الصراصير في غرفتي بالتحرك والترحيب بها.
و أخيرًا أغلقت الباب. لم أنس أن أقفل الباب من الخارج، مثلما فعلت ثيس.
“آه! آهغ! آه!”
في الخارج، طرقت ثيس الباب بعنف.
ولقد كان صوت الطرق عاليًا.
“ومع ذلك، لن يأتِ أحد لينقذكِ.”
لأنهم سيعتقدون أنني أنا من أطرق الباب.
بعد حبس ثيس في الغرفة، عدت إلى غرفة الخادمات حيث كانت ثيس تقيم.
الخادمات في الغرفة لم يستطعن النوم و كُن ينظرن إلى بعضهن بقلق.
جلست على سرير ثيس و نظرت إليهن و قلت:
“ماذا تفعلون؟ أغلقوا الأضواء.”
وبعد كلامي، أطفأوا الأضواء على عجل.
حل الظلام على الغرفة، ومع مرور الوقت لاحظت أن أحدهما قد نهضت من على السرير.
ثم لوحت بيدها فوقي كما لو كانت تتأكد أنني نائمة.
“إن قمتِ بلمسي، سأضعكِ في تلك الغرفة أيضًا.”
ثم أسرعت الخادمة المذهولة إلى السرير.
ذهبت إلى السرير، وأنا أشعر أن الخادمات كانوا حذرين مني.
***
فتحت عيني في اليوم التالي، ولكن على عكس المعتاد، لم أشعر أنني بحالة جيدة جدًا لأنني نمت بدون أن أرخي حذري.
بعد الذهاب إلى سويل، وإعداد وجبتي، وإكمال تريبي البدني، شرعت في العثور على ماري.
بينما كنت أتجه إلى غرفة الغسيل، كما سمعت من الخادمات اللاتي نمت معهن بالأمس، رأيت ماري تقوم بكمية كبيرة من الغسيل بنفسها.
“ماري!”
“آنستي؟”
ماري، التي كانت تجلس القرفصاء وتقوم بغسل الملابس، قفزت من مكانها بمجرد أن رأتني.
“آنستي، كيف وصلتِ إلى هنا؟ ماذا؟”
“ماري لم تأتِ، لذا أتيت لأجدها بنفسي.”
“آه آنستي.”
“ماري، هل تقومين بكل هذا بنفسكِ؟”
سألت، وأنا أشير إلى الملابس المتراكمة حتى خصي ماري.
بدا الأمر وكأنه سيكون من الصعب على ثلاثة أشخاص القيام بذلك، لكن ماري كانت الوحيدة في غرقة الغسيل.
“أنا بخير. هذا ما كنت أفعله قبل أن أتولى مسؤولية الآنسة الشابة. بالمناسبة، كيف حالكِ؟ هل تزعجك الخادمات الأخريات كثيرًا؟ يجب أن أعتني بأشياء مثل الوجيات…..ولقد انتهى الأمر بهذه الطريقة….”
كانت ماري تمسح على خدي بيدها الحزينة، ولكن عندما تذكرت أن يدها كانت باردة، سحبت يدها على عجل.
“أنا بخير. سويل يعتني بالأمر من أجلي.”
كما فقدت ماري بعض الوزن في وجهها.
“ماري، تناولي هذا.”
في اليوم الأول الذي جئت فيه إلى الدوقية، سلمتني ماري هذه الحلوى التي أقدمها لها الآن.
“هذا ما كنت أقدمه لكِ.”
“وخذي هذا أيضًا.”
وضعت بين يدي ماري الماسة الصغيرة التي تلقيتها سابقًا من الدوق.
“و بهذه اشتري طعامًا لذيذًا و اشتري و ضعي مرهمًا، حسنًا؟”
كانت يديها كلها حمراء من كمية الغسيل التي قامت بها.
“يا إلهي يا آنستي، لا! إنها ثمينة جدًا!”
“لا بأس، ماري أكثر أهمية بالنسبة لي.”
لقد كانت كل أموالي تقريبًا، لكن يمكنني كسب المال لاحقًا.
“آنستي……”
“لكن لا يمكن هذا. لا أستطيع الحصول على شيء ثمين كهذا. سآخذ هذه الحلوى بدلًا من ذلك.”
“آه……”
“احتفظي بالمجوهرات معكُ و استخدميها عندما تحتاجينها، حسنًا؟”
“ثم سأحضر لكِ شيئًا لتأكليه كل يوم. و دعينا نأكل معًا أيضًا، حسنًا؟”
إن طلبت من سويل، يمكنه الحصول على بعض الطعام من أجل ماري.
“حسنًا.”
قالت ماري وهي تمشط شعري بلطف:
“أنا شخص محظوظ للغاية. لا أستطيع أن أصدق بأنني قابلت آنسة مثل الآنسة التي تعتز بخادمة مثلي.”
“ماري اهتمت بي أولاً.”
“ليس بيدي حيلة. كيف لا أحب شخصًا جميلًا مثلكِ؟”
فكرت وأنا احتضن ماري بقوة.
‘انا بحاجة للتعامل مع رئيسة الخادمات في أقرب وقت ممكن.’
لقد استغرق الانتظار وقتًا طويلاً حتى يأتي اليوم للتنافس مع دينسون أو شيء من هذا القبيل.
لم تستطع الانتظار للعودة إلى حياتي الطبيعية.
***
“حسنًا، أعتقد أنني سأضطر إلى أخذ استراحة من دروس فن المبارزة لفترة من الوقت.”
“ما الخطب؟”
“سأخبرك لاحقًا.”
إذا اكتشف سويل ذلك، فسوف يقلق علي ويتقدم، ومن ثم قد يلاحظون شيئًا ما أيضًا.
وبدلاً من المخاطرة، كان من الأسهل العمل بمفردي كما أفعل دائمًا.
“لكن…..”
“هل يمكنك الاعتناء بماري أثناء غيابي؟”
إن رمت رئيسة الخادمات ماري في غرفة الصراير هذه، لن أتردد و سوف أرميها هناك هذه المرة.
“…..حسنًا، لو كنتِ بحاجة إلى أي مساعدة، يرجى إعلامي بذلك. سأحرس الطريق الذي تسلكينه.”
“نعم من فضلك.”
ومنذ ذلك اليوم، اتبعت رئيسة الخادمات.
كان ريجان يطلب مني في كثير من الأحيان تحديد نقاط الضعف لدى النبلاء الأقوياء، مما أعطاني الثقة في اتباعهم.
‘إن فكرت في الأمر، من المحتمل أنه أصبح البابا خلاب هذا الوقت.’
وعلى الرغم من أن قدراتي البدنية كانت أقل من ذي قبل، إلا أنني كنت أصغر سنًا وأخف وزنًا.
بالطبع، إذا كان خصمها شخصًا ماهرًا، فلن يكون هذا ممكنًا، ولكن لحسن الحظ، كانت رئيسة الخادمات شخصًا عاديًا وغير مدرب.
كان روتين رئيسة الخادمات بسيطًا.
فتحت عينيها حوالي الساعة السابعة صباحًا، واستمتعت بوجبة الإفطار التي أعدتها الخادمات بأناقة، ثم تجولت حول القلعة للتأكد من أن الخادمات يقمن بعملهن بشكل صحيح.
وأثناء قيامها بذلك، استمتعت بالدردشة مع الحراس واستمتعت أيضًا بوقت الشاي.
لقد تخطيت وجبات الطعام وطاردت رئيسة الخادمات، و أملأ جيوبي بلحم البقر المقدد الذي يعطيني إياه سويل.
عندما تكون مع الفرسان، أكون حريصة على الحفاظ على مسافة بعيدة حتى لا يتم القبض علي وأنا اقترب كثيرًا.
ربما كنت حذرة بشأن تصرفاتي هذه الأيام، لكن لم يكن من السهل اكتشاف نقاط ضعف رئيسة الخادمات.
‘ولكن لا يوجد شيء ننفضه ولا نجد فيه غبارًا.’
بعد عدة أيام توجهت رئيسة الخادمات إلى القرية لشراء المكونات اللازمة للقلعة.
“متى جاء هذا الجزر؟”
“لقد جاء هذا الصباح فقط. الأشياء طازجة جدًا، أليس كذلك؟”
“الجودة جيدة…لقد ارتفع السعر قليلاً. خمس عملات ذهبية.”
“اوه، لا تقولي شيئًا. في هذه الأيام، زاد عدد الوحوش، وبالتالي ارتفع السعر الإجمالي للسلع.”
“هل هذا صحيح؟”
لا بد أنها تعرف التاجر جيدًا، لذا تحدثت معه بشكل عرضي وقدمت طلبًا.
وعندما عادت إلى القلعة، أعطت الخادمات بعض التعليمات البسيطة.
ثم عادت إلى غرفتها وكتبت حسابًا بالمال الذي دفعته للتاجر اليوم.
‘هي المسؤولة عن القلعة لذا من الطبيعي أن تفعل ذلك.’
كنت مستلقية على بطني في شق في السقف، وأنا أنظر لها.
لكن، هل قامت رئيسة الخادمات بإخراج دفتر حسابات آخر؟
‘دفتر حسابات آخر؟’
راقبت رئيسة الخادمات و أنا أحبس أنفاسي. في تلك اللحظة، سمع صوت خادمة في الخارج.
“رئيسة الخادمات، السيد يريدكِ.”
“سأذهب على الفور.”
فتحت الدرج السفلي من مكتبها وأخفت دفترها في الخزنة الداخلية، تمامًا كما فعلت عندما أخرجت دفترها لأول مرة.
وبعد التأكد من إغلاق الخزنة بشكل آمن، غادرت الغرفة.
بمجرد أن غادرت كبيرة الخدم قفزت من السقف.
ثم فتحت بسرعة درج الخزانة و أخذت الدفتر و قارنت بين الدفترين.
‘الأرقام مختلفة.’
في الدفتر الأول سجل سعر الجزر بـ 7 ذهبات للواحد، وفي الدفتر الثاني سجل سعر الجزر بـ 5 ذهبات للواحد.
‘سعر العنصر المسجل في دفتر الحسابات الأول أغلى.’
أبلغت رئيسة الخادمات بأسعار أغلي من السعر الأساسي ثم أخذت لنفسها باقي المال.
’هل يمكن أن يكون هذا سلاحًا لمهاجمة رئيسة الخادمات؟’
انتظرت رئيسة الخادمات بقلب ينبض.
***
وبعد فترة، عادت رئيسة الخادمات إلى غرفتها.
وكما توقعت، بمجرد أن رأتني جالسة أمام مكتبها غصبت.
“من سمح لكِ بالدخول و الخروج من غرفتي منى شئتِ؟ أنتِ حقًا وقحة. على أي حال، لهذا السبب لا ينبغي أن نسمح لشخص ذو دم منخفض ولا نعرف أصله بالدخول للقلعة.”
“هل هناك أي سبب يمنعني، كأميرة، من الدخول إلى غرفة رئيسة الخادمات؟ نظرًا لأنكِ حساسة جدًا، أعتقد أن هناك بعض الأشياء التي لا ينبغي اكتشافها.”
“هاه، لديكِ أوهام شديدة. هل تعتقدين بأنني سأدعكِ و شـأنكِ لمجرد أنني لا يمكنني لمسكِ؟”
عقدت كبيرة الخادمات ذراعيها و ضحكت علي.
“قريبًا ستتعرضين للضرب المبرح من قبل دينسون لدرجة أنكِ ستفقدين القدرة على استخدام إحدى ذراعيكِ أو ساقيكِ. أشعر بالأسف من أجلكِ.”
“حسنًا. أشعر بالأسف أكثر على الشخص الذي سيتم طرده لأنه سرق أموالًا من القلعة سرًا.”
تصلب تعبير رئيسة الخادمات و كأنه طُعنت.
“ماذا……”
“أنتِ تستنزفين الأموال من خلال التلاعب بالدفاتر.”
نظرت إليّ بوجهها المخيف.
ثم انفجرت فجأة في الضحك.
“حسنا، لا أعرف كيف عرفتِ ذلك. ولكن ماذا في ذلك؟ هل ترغبين في الذهاب و إخبار السيد؟ هل سيصدقني أنا التي كانت تعمل لديه لمدة عشرين عامًا أم يصدقكِ أنتِ؟”
“أليس من ألا يطردوكِ لأنكِ مجنونة؟ بصراحة أنتِ مجرد أميرة، ألا تعتقدين أنني أعرف أن السيد لا يهتم سواء متِ أو لا؟”
أعرف.
أن لا أحد سوف يصدقني.
إذا تشاجرنا أنا ورئيسة الخادمات، فمن الطبيعي أن يقف الدوق إلى جانب رئيسة الخادمات.
وبدون أن أقول الكثير، رفعت دفتر الحسابات الذي خبأته رئيسة الخادمات.
نظرت إلي الخادمة بنظرة حيرة في البداية، لكنها أدركت بعد ذلك ما كنت أحمله في يدي فتصلبت.
–ترجمة إسراء
التعليقات