14-أمل ولقاء
Miroko
في ذلك اليوم المثلج لم أعد أشعر بأي شيء من حولي ،كان الأمر يبدو مثل توقف الزمن ،ربما لأني بكيت كثيرا حتى انطفأت عيناي،معركتي الآخيرة أشعرتني بالضعف والضياع وبأنني كنت أمشي للوراء دائما،شعرت بأن السنوات مرت وأنا لم أحقق ماأصبو إليه ،معرفة نفسي وكيف انتهى المطاف بي مرمية على الثلج البارد مع كدمات لم تفارقني منذ غادرت بلدا لم أدر هل كان مسقط رأسي أم لا،في الماضي لم أرد معرفة لماذا كنت في ذلك الميتم ولماذا تم اختطافي،كانت كاكي تحميني دوما من كل تلك الأفكار التي غزت عقلي حينها ،وقتها كانت كورين معي أينما ذهبت فلايسعني الوقت لكي أفكر في ماحدث قبلها ،لكن الأمر مختلف الآن ،كاكي قد ماتت وكورين غادرت وكل من في خارج القرية وداخلها يخافني، ومؤخرا ظهر ذلك الفارس الفضي يتبعني أينما أذهب،فلا أدري هل يريد أخذي للقصر حية أم برأس مقطوع
ماذا… أين أنا… لاأذكر حتى ماحدث… لماذا كل شي مظلم هنا… هل أنا ميتة ياترى… أجل بدأت أستعيد ماجرى… لقد تم ضربي بقوة… بعدها اهتاجت ميراي….فخاف الجميع وهربو مني… لاأدري هل يعتبر هذا نصرا أم لا… على كل حال… فلاأحد سيهتم…. حتى من عرفني سيمضي عام اواثنين وينسو أمري… ليست مشكلة… ليست مشكلة…..
“هل حقا تريدين القدوم معي “
“ك… كاكي… “
” هل كان الأمر مؤلما لهذا الحد…. انتي لحد الآن لم تتقبلي موتى… “
“من تظنيني… بالتأكيد لن أنسى أمرك… ولو ليوم واحد… لم تغيبي عن ذاكرتي… “
” لن تتقدمي اذا بقيتي هكذا”
بعدها استدارت كاكي وبدأت تبتعد شيئا فشيئا وميروكو تصرخ بإسمها وتركض وراءها…فجأة إستقيظت بفزع وهي تتصبب عرقا
” استقيظت ياصاحبة البلاء “
“سأتجاهل اهانتك … أين أنا.. ومالذي ستفعله…ومن الأفضل لك أن تجيب دون غموض “
” انتي تتعرقين… هل حظيت بحلم سيئ”
” لاتغير الموضوع…لماذا تنازلت عن قتلي”
” حسنا هذا ليس الوقت المناسب لشرح تغيري المفاجئ”
“الايمكنك ان تجيبني فقط أين أنا”
” حسنا.. انتي في مكان يسمى بالدرب….انه مكان بعيد عن الأرض حيث اليوم الواحد هنا يساوي عاما على كوكب الأرض… “
” ولماذا احضرتني له.. “
” لآنه المكان الوحيد الذي لن يستطيع احد فيه ايجادك…. بعد ماحدث في أرض الثلج تم تعزيز الحراسة في كل حدود هيروم… اي انكي أصبحتي مهددة اكثر من ذي قبل “
” فهمت علي ان ابقى يوما واحدا هنا لكي يظن الجميع اني ميتة”
” تماما… بالمناسبة لقد رأيتي شخصا يصعب نسيانه في حلمك أليس كذلك”
” أجل… مهما فعلت.. لن استطيع اقفال ذلك الباب دون عودة… انا حقا اريد رؤيتها.. اريد رؤية الجميع…. زاك… جين.. كورين.. موتسو… كاكي… لقد اشتقت لهم حقا……”
بعدها اخرج الفارس منديلا وبدأ بمسح دموعها فتجمدت ميروكو من الصدمة
” يالها من مبالغة… هل حقا انتي فوق العشر سنوات”
“هذا ا…قد حدث من قبل “
“كيف هذا ؟”
“أجل… تذكرت…عندما كنت صغيرة… كان زاك يمسح وجهي بهذه الطريقة كلما انغمست في التراب…. زاك هو الشخص الذي أخرجني من ذلك السجن عندما تم تعذيبي هناك “
“اتحبينه إلى هذا الحد “
” أجل… انه السبب الرئيسي في كوني حرة الآن… مع اني لم أكن اخته بالدم… لكنه لم يبخل علي يوما… أساسا رحلتي هذه من أجل الوصول لفريق الحماة بسببه هو وجين… وجميع من كان معي في الملجأ…. أريد لقائهم بأسرع وقت”
“لماذا لم تقولي هذا من البداية… في الواقع خضت الكثر من المعارك معهم… “
حملقت ميروكو بصدمة وبدأت بالصراخ
“. لماذا لم تقل هذا من البداية؟؟!!… “
“حمقاء وكيف لي أن أعرف… “
“حسنا حسنا أين استطيع ايجادهم حاليا”
” لاأعلم… انهم يتنقلون كثيرا.. مقرهم متنقل..عبارة عن منطاد ضخم “
“انت حقا بلافائدة… فارس غبي “
بعدها رفع قضته وضربها على رأسها فصرخت بقوة
“أنت كيف تجروء”
“لاتنسي اني اكبر منك… ام تريدين مني أن اتركك تشيخين في المسارات دون عودة”
“حسنا أسفة …لكن يجب أن تجد لي حلا…قطعت شوطا طويلا بالفعل “
“انه حظك الجيد…. لدي بعض الاخبار تقول بأن وحوش أرض الثلج قد مددت نطاقها لبعض القرى المعزولة…بالتأكيد سيتحركون في أسرع وقت”
” هذا سيئ… تلك الوحوش يصعب التعامل معها “
“أأنت جادة….لاأحد يهتم فعلا إن قتلتهم..فمازال الجميع يكرهك “
“أنت شخص محبط ….حسنا اذا متى سنخرج من هنا؟”
” لقد مرت حوالي 15 ساعة منذ اتيتي… انتظري تسع ساعات أخرى”
” تبا هذا كثير”
” الأجدر بك أن تستغلي الوقت و تتدربي.. “
” إلى أين أنت ذاهب”
” إلى مكان لاأراك فيه حتى تمر تسع ساعات”
” يالك من وغد احمق.. “
ا”كلمة أخرى وستبقين هنا للأبد “
“اسفة انت افضل شخص قابلته… “
قضت ميروكو تلك التسع ساعات في التدريب بالمنجل والقيام ببعض الحركات القتالية إلى أن أنهكها التعب،فجأة ظهر أمامها الفارس الفضي لأنه لم يبتعد كثيرا عنها
” قبل أن نذهب… اريد ان اختبر قوتك…. بدون أسلحة “
” هل انت بارد إلى هذا الحد… انا متعبة”
” هل انتي حقا من عشيرة قوية… ياللخزي..”
” تبا لك”
وانطلقت بسرعة لمهاجمته بلكماتها المعتادة لكن سرعان ماجهز نفسه لصدها بإستعمال قدرته وهي الدرع الفضي، تغير مكانها وماإن رفع رأسه رآها فوقه موجهة له ركلة الفأس لكنه تجنبها فتدمرت الأرض من قوتها
عندها باغتها زاك وركلها من ظهرها فطارت بعيدا لكنها تحكمت في نفسها ولم تسقط
“.. أنتي قابلة للتحسن كل يوم… “
“حسنا اسحب ماقلته عني بأني ضعيفة”
” هذا لن يحدث أبدا”
شعرت ميروكو بالإحباط وبدأت بضربه بلكمات غير مؤلمه أما هو فلم يتحرك وظل يمظر لها ببرود
“… وغد غبي… الا يعجبك أي شيء لقذ بذلك جهدي لدرجة لاتصدق… حتى… إن….. “
فجأة شعرت بضباب بين عينها أفقدها توازنها لكنه أمسكها لانه توقع سقوطها
” لهذا السبب قلت إنكي لازلتي ضعيفة”
” مالذي… حدث.. انا لاأرى بوضوح”
“مشكلتك انكي تستخدمين كمية كبيرة من الطاقة. في هجماتك دون أن تحسبي حسابا للعواقب… لذا فأنتي كثيرة السقوط “
“فهمت…. انزلني الآن هذا محرج “
“وكأنك في حال يسمح لك بذلك “
“أنا جادة…سألكمك “
“لن تقوي على ذلك ….. نامي الآن…… لأني في المرة القادمة التي نلتقي فيها لن أتساهل معكي “
وبعد سويعات قليلة نهضت ميروكو ووجدت نفسها في غابة ما وحدها
“اذا فقد تركني هنا ذلك الوغد….سأحرص على قتله….لكني لاأعرف اين أنا حتى”
اكملت طريقها وبينما هي تمشي فإذا بها تسمع صوت قتال ظلت تراقب بصمت فقد كان هناك شابان يقاتلان ثلاث وحوش ضخمة ،الشاب الأول ذو شعر أحمر بدرجة فاتحة وقدرته هي تحويل جسمه لفولاذ حيث انه استطاع تغيير شكل يديه لأي سلاح يريه أما الثاني ذو الشعر الأصفر فقد فيقاتل بمسدسان ثقيلا الوزن،مرت مدة فقد كانا يواجهان وقتا عصيبا حيث كان تلك الوحوش تستطيع التجدد ،ظلت ميروكو مركزة مع تحركاتهم فجأة لاحظت نقطا مضيئة في أجسامهم حينها قررت التدخل وربطت شعرها كي لايعيقها
“يبدو انهما يحتاجان للمساعدة”
وانطلقت بسرعة فقضت عليهم وملامح البرود تعلو وجهها ليست غاضبة اوشيئ كهذا… ان برودها في مثل هذه الأوقات الجديه يجعلها تركز وتستخدم أفضل مالديها… أما عن الشابان فقد كانا في حالة من الدهشة… فنادرات هم الفتيات اللواتي يقاتلن بمثل طريقتها… بعدها نزلت ميروكو من الشجرة لتتحدث لهما….
“أسفة لتدخلي مراقبتكما ممتعة لكن لم استطع منع نفسي في النهاية “
ابتسمت ميروكو وقد كانت خائفة من ردة فعلهما فجاة نطق صاحب الشعر الأصفر
“لا أصدق أن هذا الوجه الجميل يقاتل بهذه الوحشية….تبا ياللإهدار “
” أهذا مافكرت به… أنت مقرف… “
“..على أي حال لم يكن هناك داعي لتدخلك… كنا سنقضي عليهم على أي حال”
” على الأقل اشكرني… لم تكن بخير عندما كنت اراقبكما “
“إذا فأنتي عمياء… هي انت ساعدني قليلا انا أتعرض للتنمر…. لماذا انت مصدوم هكذا “
ظل ينظر لها وعيناه متستعتان من الصدمة وكأنه يعرفها منذ زمن طويل
” أانت بكامل قواك العقلية… ألم تعرفها… “
علت نظرة مشرقة وجهه لما تأكد أن الفتاة التي أمامه هي ميروكو ، كان اسم الشاب جين والشخص الذي معه هو برينر هذان الشخصان هما من اصدقاء طفولة ميروكو القليلين اللذين عاشو معها في ملجأ الأيتام…تجمدت ميروكو لدقيقة كاملة وهي تحدق بجين
“كم مرت على تلك الأيام… لاأظن أنه مر كثير…. تبا هذا اليوم لاينفك أن يجعلني أبكي….-دموع-…. أنا سعيدة لأني وجدتكم… هذا كل شيء “
بعدها ربت جين على رأسها بلطف وابتسم
” أهلا بعودتك…. يبدو أنكي مررتي بالكثير لإيجادنا…”
” لقد تغيرتي كثيرا.. لم أكد اتعرف عليك فالوهلة الأولى…. لكن لازلت متوحشة كعادتك”
” مالذي ترمي له برينر الغبي … يبدو أنك اشتقت لضربي “
جين كان اول طفل تحدث الى ميروكو بعد الحادثة كان بمثابة اخ لها فعندما لايتواجد زاك في الملجأ كان جين يقوم بحمايتها من الأولاد المتنمرين فهو الذي عرفها على بقية اصدقاءه اللذين تقبلوها على حقيقتها أما عن برينر الفتى اللذي لايمر يوم الاوتشاجرا فيه برينر كان دائما يحب اغاظتها وميروكو تغضب بسرعة ويبدا التشاجر بالألفاظ واحيانا بالعنف
“أخيرا عرفتني ياحمراء “
“مر وقت طويل ياأصفر”
“مازلت تحبين البكاء كثيرا”
“هل مازلت تحب نفسك بطريقة غريبة… حتى انك أطلت شعرك قليلا”
“يبدو انكي تغارين…”
“سأقتلك”
“كلاكما توقفا هيا لنعد للمقر لقد انتهت المهمة فعلا… كما أن هناك من سيصدم برؤيتها”
نزل ذلك المنطاد الضخم الذي يعتبر مقر فريق الحماة في حدود أرض الثلج وذلك لأنهم رصدو مكان العضوان جين وبرينر،أما عنهما فقد أخذا ميروكو معهم لتقابل بقية أصدقائها ،في البداية دخلا أولا لأن ميروكو كانت تشعر بالخجل، تكلمت فتاة معهم بشعر أصفر قصير مع اعين خضراء بنبرة توبيخ
” هيي جين مالذي اخرك هكذا ولماذا انقطع الإتصال فجأة”
“أسف نفذت طاقة جهازي فجأة “
تنهدت كيارا بتذمر أما عن ميروكو وراء الحائط متوترة
_
“ياإلهي انا متورة مر زمن طويل كيف ستكون ردة فعلهم حسنا عل ان اتشجع”
“أنتي مالذي تفعلينه هناك.. هيا ادخلي “
بعدها ظهرت أمامهم ميروكو وسط ذهول الجميل
“مرحبا… هل لازلتم تذكرونني “
التعليقات