الفارس الفضي
◦ ❖ ◦ ❁ ◦ ❖ ◦ ❁ ◦ ❖ ◦ ❁ ◦ ❖ ◦
.
بعد أن إبتعدت كثيرا عن منزل كوجيرو كانت تشعر بأنها مراقبة لكنها لم تقم بأي ردة فعل حيال الأمر،أما الشخص الذي كان يتبعها فقد ظل ينظر اليها ويبتسم
” لم اتوقع ان تصل لهذا الحد.. حسنا لما لاأجربها قليلا”
“حسنا هل ستكمل النهار في مراقبتي هكذا”
بعدها قفز من الشجرة وظهر أمام ميروكو ،طويل القامة يرتدي معطفا أسودا يغطي رأسه لكنها تظهر خصل شعره البنى ،لديه عين فضية اللول لكن العين اليمنى كان يغطيها بنصف قناع رمادي اللون لسبب مجهول، خلف ظهره كان يحمل سيفا عريض السطح ذا مقبض ذهبي اللون ،وبعد دقيقة من الصمت وسط صوت الأمطار التي بدأت في الهطول تكلم الفارس
” انه لأمر مذهل انت تكتشف فتاة صغيرة امري”
“شعرت بك منذ أن ظهرت… تبدو شخصا مختلفا بالنظر لقوتك….. اذا هل ستعرف نفسك”
” من المستحيل ان اخبرك بإسمي… لكني ألقب بالفارس الفضي… جئت للقضاء عليك بأمر من الملك”
” توقعت هذا لاأحد سيرسل من يقتلني غيره.. “
حاول الفارس في بادئ الأمر تقيدها بغلاف فضي متين لكنها أدركت الأمر وقفزت للأعلى نحو الشجرة تجنبا لها وبسرعة ركزت طاقتها في كلتا قضتيها وقفزت لمهاجمته لكن درعه يصعب كسره ولم تستطع إصابته وبعد أن كان يعتمد على الدفاع انقلب الوضع فهاجم ميروكو وضربها بقوة ظلت ميروكو تنهض في كل مرة يسقطها…
“اذهلتني.. لديك ارادة جيده… لكن حان الوقت لأكون جادا الآن…”
بعدها أخرج سيفا ضخما عريض السطح ذا مقبض ذهبي،فأخرجت ميروكو
“.. حسنا هذه فرصة جيدة…. … السيف الذي في يدك… انه اسطوري أليس كذلك”
” لقد عشتي بعيدة عن القصر.. كيف عرفتي بأمره”
“هذا لايهم… لننهي هذا حالا مازالت لدي رحلة طويلة
“أنتي بارعة في إخفاء خوفك…”
· · · • • ● ❂ ● • • · · ·
ضغطت على الزر ليخرج منجل ضخم في الحقيقة رغم هذا فلازالت لديها بعض الصعوبات لكنها ركضت بسرعة نحوه وامسكت سلاحها بكلتا يديها وهجمت عليه لكنه لوح بسيفه وسقط سلاحها بسرعة لم تدركها ، هذا يعني أنها هزِمت بالفعل لكن هذا لم يمنعها من الهجوم عليه بقوتها ظلت تسدد له اللكمات لكنه يسقطها في كل مرة تنهض،مرة مدة وهي على هذا الحال،قررت إستخدام وميض يدها بغض النظر عن العواقب ،جمعت كل ماتبقى لها من طاقة في راحة يدها لتشكل كرة ضوئية ،وكانت قد أخذت وضعية رمي الجلة بحيث تضع الكرة تحت أذنها ، تقدمت بسرعة ورمت الكرة الضوئية نحوه والتي انفجرت عندما وصلت اليه ،سقطت ميروكو على ركبتيها لأنها إستنزفت كل طاقتها وانتظرت انقشاع الضباب الناتج فتفاجئت بعدم وجوده في الأرجاء
“أيعقل أنه تبخر ؟….”
فجأة جاء صوته من خلفها فجزت أسنانها وشعرت باليأس لأنها وضعت كل أمالها وقوتها في هذه الهجمة لكن الامر لم ينفع
· · · • • ● ❂ ● • • · · ·
” نسيت أن أخبرك… ولاحتى أقوى المحاربين في هيروم استطاع إختراق درعي اولمسي…ظننت ان فتاة مثلك ستهزمني…. من جهة أخرى قد خيبت ظني… اعتقدت ان الوحش قادرة على خدشي ولو قليلا…. هل كنت تلعبين كل هذا الوقت… شخص مثلك إستطاع اخافة دول كبرى تهزم أمام درع فظي… ياللعار… انتي فقط يجب أن تموتي”
غمر ميروكو غضب جنوني لدرجة انها بدأت بالتحول لطور ميراي عند سماع هذه الإهانة،كردة فعل لاإرادية للصداع وضعت ميروكو يدها على عينها وتكلمت بصوت مخنوق
” تبا… لما علي سماع هذا في كل مكان أذهب اليه… اعلم هذا… اعلم بأني أستحق الموت… اعلم اني مازلت ضعيفة رغم قوتي…. لا أريد منك ولامن غيرك ان يخبرني بها… “
داخل الجوهرة كانت ميراي ترى من خلال ميروكو كل المشاعر التي تأتيها،فتفاجئت لأن السياج الخفي الذي يحيط بميراي قد إحترق بفعل غضب ميروكو،أي أنها تستطيع التحكم بها
” مرة مدة منذ أن فسحت المجال لي للدخول”
· · · • • ● ❂ ● • • · · ·
أدركت ميروكو آن ميراي ستسيطر عليها فجرحت نفسها بقوة لكي تتوقف… السبب في هذا ان ميراي جزء من جسد ميروكو واذا تضررت سيعود الضرر على ميراي أيضا
“اضعاف قوة ميراي عن طريق جرح نفسها هذا خطير عليها”
· · · • • ● ❂ ● • • · · ·
تألمت ميروكو كثيرا وظلت تضغط على جرحها بينما الفارس ينظر لها بنظرات باردة ،رفعت رأسها بصعوبة نحوه وتكلمت
“اكره قول هذا لكنك فزت يمكنك قتلي”
بيأس كانت ميروكو تنتطر نهايتها بينما وجه سيفه نحوها فأغمضت عينيها لكنه فجأة قتل الوحش الذي كان خلفها وذهب بدون قول اي كلمة. بدأ المطر يسقط بغزارة أكبر مما كام و ميروكو جالسة بلا حراك تنظر بصدمة للفارس وهو يبتعد شيئا فشيئا فكرهت هذا الأمر لأن اسئلة كثيرة كانت تدور في رأسها ،نهضت بسرعة من مكانها ولحقت به رغم جرحها لتسأله عن السبب
· · · • • ● ❂ ● • • · · ·
” هل يمكنك أن تشرح لي ماذا فعلت…. لقد سنحت لك الفرصة لقتلي فلما لم تفعل انا لا احتاج شفقتك…. مادمت خسرت فيجب آن اقتل”
صرخت بقوة لكنه لايستجيب
· · · • • ● ❂ ● • • · · ·
” انتي بالذات لايمكنك الموت بهذه السهولة… مازال لديك الكثير لفعله… شيء أخر… ألاتريدين رؤية زاك وجين”
همس بهذه الكلمات مما جعل ميروكو مصدومة في مكانها وبعدها لم تذكر شيئا سوى انها شعرت بألم في بطنها
.
.
.
.
.
بعد مدة استيقظت ميروكو مع شروق الشمس تحت ظل شجرة كبيرة حيث لاحظت ان جرحها قد تم تضميده وعندما فتحته لم يعد موجودا
” تبا رأسي يؤلمني…. المكان رائع هنا هل يمكن أن أكون في حدود أراكي…. لكن من الذي احضرني الى هنا……….لا….لايمكن ان يكون هو مستحيل وجرحي من ضمده …..هذا محال…. مع هذا كان يستطيع قتلي بكل سهوله…. لماذا قال لي ذاك الكلام… وهل له علاقة مع زاك وجين…. تبا لدي الكثير من الأسئلة… حسنا المحطة الأخيرة هي أرض الثلج… لكن الشمس مشرقة اليوم عن أي ثلج تتحدثون…. تقرأ اللافته…. تبا عل علي ان امشي كل هذه المسافة……”
· · · • • ● ❂ ● • • · · ·
على ذلك التل الآخضر كان الفارس الغامض جالسا تحت ظل شجرة الصنوبر العتيقة ،يفكر في القتال الذي خاضه قبل قليل ،وهل كان يستحق الأمر ذلك
“انا حقا لم أكن أرغب بلقائك في وقت كهذا…. لم ارد ان اجرحك هكذا…. كان لابد من هذا…. لتتقدم يجب عليك أن تتألم هذا هو الحال… على كل لم تعد تلك الصغيرة لقد كبرت فعلا واصبحت ملامحها اكثر قوة لكن مازال امامها الكثير “
قطعت ميروكو مسافة طويلة على أقدامها حتى وصلت للميناء
“اذا يجب أن أقطع بحرا أخر لأصل لأرض الثلج”
وبينما هي تبحث فالأرجاء ناداها شاب بشعر مربوط ظنته فتاة في بادئ الأمر
” يافتاة.. هل تعانين مشكلة”
” ليس تماما.. هل هناك قارب يوصلني لمكان يدعى أرض الثلج”
” يالصدفة…انا ذاهب لهناك أيضا… يمكنك الركوب”
“شكرا”
ركبت ميروكو في قاربه ثم قطعو مسافة طويلة دون أن يتكلمو
“هناك شيئ يثير فضولي”
“ماهو.. “
” تبدين في مثل عمري… لم اتوقع انكي تستطيعين قيادة قارب”
” ماهذه الفضاضة.. صحيح اني في نفس عمرك… لكني تربيت على هذه المهنة… اذا كنت خائفة يمكنكي إكمال الطريق سباحة “
” أسفة…لقد ادهشتيني فعلا”
“مهلا لماذا تتكلمين بصيغة المؤنث”
” انتي فتاة أليس كذلك “
” لقد تجاوزت حدودك فعلا من الواضح اني شاب “
“مالواضح في هذا… شعرك طويل جدا.. هذه أول مرة أرى شابا بشعر طويل”
” أهذا ماأقلقك فالموضوع… ليس لدي الوقت حتا للتفكير في قصه”
” حسنا أسفة”
” لابأس.. “
” اذا ماهو اسمك.. “
” تتكلمين كثيرا… اسمي شون فوجي”
” فهمت…. فوجي ها…. أين سمعت بهذا الإسم “
” انه لوالدي “
” عرفت هذا… اذا انت ابنه”
” اتعرفينه؟ “
” اجل لقد ركبت معه قبل عام عندما كنت ذاهبة لأراكي اول مرة.. كيف حاله”
“لهذا السبب اذا…. ابي قد مات قبل ستة أشهر… “
صدمت ميروكو مما قاله فقد مضى عام فقط منذ أن التقت والده ولقد كان بصحة جيدة والآن ها هي تسمع خبر وفاته من ولده نفس، اختنق صوتها لأنها أدركت أنها السبب في موته
” هذا بسببي أليس كذلك”
“لاأعلم… لقد وجدته مقتولا ذلك اليوم وعندما سألت قالو لي انه لم يرد الإفصاح عن مكان مجرمة.. لم اتوقع انها ستكون انتي”
بعدها بدأت ميروكو بالبكاء بدون توقف أن يموت شخص كان سببا في مساعدتها على الهروب من الحراس الذين يلاحقونها في كل مكان بهذه الطريقة بسببها لهو امر لايمكن تجاوزه بسهولة
” أنا أسفة… لقد أخبرته ….. كان يستطيع تركي هناك… لكنه لم يستمع لي…. اسفة شون اعلم انك لن تغفرلي مهما فعلت… وأسفي لن يفيدك بشيء… شون دعني اكمل الطريق وحدي”
“هل جننتي… لن تستطيعي السباحة هنا.. حسنا لدي فكرة أفضل…”
بعدها وضع يده على القارب وأصبح كل القارب شفافا بعدها وصل الأمر لميروكو واختفو عن الأنظار
” اذا هذه هي طاقتك… شكرا كثيرا لك…. انا لاأستحق هذا فعلا..”.
” لاأعلم بشأن هذا… الجميع يقول انكي وحش… لكنكي لم تقتلي أحدا منذ عمر السبع سنوات…هناك تناقض كبير بين الإشاعات ومارأيته اليوم… لكني على علم بشيء واحد….لست السبب في مقتل والدي…. لقد كان يعرفك منذ البداية وكان له خيار الرفض… مع ذلك فقد تقبلك….لذا علي فعل المثل..”
بعد ثلاثة أيام وصلوا لأرض الثلج التي كانت اسما على مسمى فمع اقترابهم منها بدأت الحرارة تنخفض وقد كامن مينائها مغمورا بالثلوج
” شون شكرا مجددا على كل شيء… كن حذرا عند عودتك”
” مابال ذاكرتك… اخبرتك ان لدي عمل هنا”
” نسيت هذا… اذا اترافقني”
“يبدو هذا.. على الأقل سأكون تحت حمايتك”
” اذا تعترف بأنك ضعيف “
” أجل.. “
“مذهل..”
أرض الثلج هي محطتها الأخيرة قبل الوصول لهيروم لكن يبدو أنه مازال ينتظرها الكثير قبل هذا
التعليقات