في بيت يانغ
مضى شهر منذ حادثة السجن وافتراقها عن المجموعة لاتزال في الرابعة عشر من عمرها، لكنها تمشي كل تلك الطرق على قدميها، كانت في كل مرة تريح في غابة كل ماغلبها التعب ناهيك عن الحذر الذي تتخذه فالجميع عدوا لها في نهاية المطاف، ولقد علمت أن محطتها التالية هي أراكي فقد كانت تسمع كثيرا عنها وقت ماكانت في هيروشي كانو يقولون انها اقرب لمستوى هيروم، ومن لم يستطع الوصول لهيروم للتجارة فهناك أراكي تخلفها، اشترت خريطة من شخص فقير كان يبعها في الطريق وعندما بدأت تتأملها، أدركت أن هناك بحرا يفصل هيروشي عن محطتها التالية لذا فقررت أن تستأجر قاربا للمضي، ترددت في البداية لكنها تشجعت وتكلمت مع رجل كبير السن
“سيدي…هل توصلني لأراكي”
“ماهذا الغباء….الاتعرفين ان هذا السطر من القوارب يذهب لأراكي”
“..ح.سنا…اريد فقط الوصول للعاصمة هيروم… هل هناك قوارب توصل لهيروم”
” …يوجد لكنها باهضة الثمن… أما أنا فسأتوقف في أراكي…لديك مشوار اخر للوصول لهيروم…انها بعيدة جدا ولن تصلي الى هناك الا عن طريق حصان اوطائر اسطوري…اوربما مركبات متطورة”
” مركبات؟”
” حسنا…انها توجد فقط في العاصمة هيروم…ولم يصل هذا التطور الى هيروشي بعد….هي عبارة عن مركبات معدنية يستعملونها للتنقل من المسافات البعيدة….وتصل في وقت قصير الى المكان المقصود…اغلب من يستعملها هم اعضاء فريق الحُماة لأداء مهامهم…والحرس الملكي”
“فهمت…..هل تعرف فريق الحماة”
” ومن لايعرفه…فرقة من شبان تهب لمساعدة من يحتاجه”
” معرفتك واسعة ايها العجوز…لم اتوقع هذا “
” ماهذه الفضاضة…هل تريدين مني ان ارميك هنا “
” لكني امدحك فقط ياجدي”
” لاأملك أي أحفاد “
قهقهت ميروكو بضحكة خفيفة وجلست على مقعد القارب وقد كان يقف في الجانب الآخر لكي يجدف فسالته ميرو
“إذا متى سنصل “
” بعد اسبوع..”
وقفت ميروكو صارخة من الدهشة وتذمرت
“هذا كثير جدا”
” اخرسي ولاتتحركي كثيرا سنغرق”
مر أسبوع وكان العجوز قد استأنس بقصص ميروكو في قرية هيروشي فقد ذكرته بولده الوحيد الذي يعيش بعيدا عنه لكن قد حان وقت مغادرتها
“اذا جدي…كم ثمن التوصيلة “
” لست جدك….لاتقلقي بشأن هذا”
” لكن…سأشعر بالذنب..لقد اتعبتك معي..”
” قلت لاتقلقي بشأن هذا…من الواضح انكي تملكين اقصاط اكلك فقط”
“في…الواقع…هذا…”
“شيء اخر….شعرك الأحمر واضح جدا مهما اخفيته”
تفاجأت ميروكو وبدأت تظهر عليها علامات الخوف فتكلمت بتوتر ،
” اتقصد…انك..”
” اجل..عرفت بأنكي ميروكو منذ ان ركبتي معي “
“لكن …لماذا…اذا…ستتعرض للمشاكل بسببي…..انهم يراقبونني من كل مكان…اذا امسكوك فلن يرحموك….أرجوك أنزلني.. “
“لاعليك…لقد تأكدت مررا ولم يكن اي احد يراقبنا…بالرغم من الإشاعات التي تدور حولك…الا اني رأيت عكسها هذا الأسبوع…الحديث معك ممتع جدا…لايتسنى لعجوز مثلي ان يقابل اشخاصا مرحين مثلك “
“شكرا لك جدي….هل يمكنني السؤال عن اسمك “
” اجل…نادني فوجي “
” حسنا ايها الجد فوجي…ارجو ان اراك قريبا…وداعا..وأيضا كن حذرا أرجوك…فقد شعرت بطاقة غريبة”
“لست جدك ايتها الشقية…قلت لكي مسبقا أن لاتشغلي بالك فأنا لست خائف منهم….”
“حسنا…وداعا”
نزلت ميروكو من القارب وركضت بسرعة أما فوجي فقد تأمل ابتسامتها التي ذكرته بأيام صباه،وتمنى لو الزمن يرجع فترجع معه زوجته التي أحبها فوق كل شيء فقد ماتت منذ دهر مضى متأثرة بمرض افتك بها وقد ذكرته ابتسامة ميروكو بها ،بعدها كان في طريق عودته الى المنزل فجأة أحاطو به رجال ظهرو من العدم وقد كانت لهم القدرة على الطوف فوق الماء فتكلم أحدهم
“تكلم….تلك الفتاة التي كانت معك..من هي”
“لست مهتما بمعرفة هوية ركابي أي من كانو”
“لاتتحامق علي…..حاملة ميراي…هي التي كانت معك”
“وما أدرى عجوزا مثلي..بميري أو أي من تكون…..من فضلك غادر ودعني أعمل”
“لن يفيد الكلام معك إذا….”
بعد خمس ساعات على الأقدام وصلت ميروكو لأراكي وقد فتحت فمها من روعة المكان فقد كان عكس هيروشي ،فالبنايات مرتفعة ولاتوجد غابة أوجبل يعلوها ،وأصوات ضجيج السيارات والناس قد ملأ المكان
“هذه اراكي اذا… انه مكان رائع لكنه بارد الجو هنا لايحتمل”
ظلت ميروكوترتعش من البرد رغم انها ترتدي ملابس شتوية وهذا يرجع لقرب اراكي من البحر وبينما هي تبحث عن اي مكان لتختبئ فيها شعرت ببعض الرجال الذي يلاحقونها فزادت سرعتها بشكل لاإرادي
” تبا مالذي يجري…. مالذي دهاهم فجأة مضت 5 دقائق منذ وصولي الا انني ملاحقة …يبدو أنهم لن يتركونني بسهولة ….انا حتى لم أصدق أنني سأتخلص من الزنزانة والآن يريدون إرجاعي لها….قطعا لن أسمح”
ظلت تركض لكنها لم تكن سريعة بما يكفي فقد تم الإمساك بها بعد ساعة من الركض العشوائي وقيدو كلتا يديها
” لم يسبق لأحد أن تغلب علينا في السرعة… حتى الوحش الأحمر نفسها”
” اتركني أيها الوغد….وإلا جعلتك عبرة لأصدقائك”
نظرت له بغضب لكنه ضحك بسخرية وهمس لها
” اسمعي ايتها الوحش اذا كنتي تريدين الخروج حية من هنا فتعالي معنا بهدوء والا سأقول حقيقتك امام الجميع فقليل من يعرفك هنا”
تجمدت ميروكو مكانها فور سماع همساته ولم يكن امامها خيار الا الإنصياع لفترة،فجأة ناداهم شرطي ففرحت ميروكو بوجود أمل صغير لها
“.انتم…مالذي تفعلونه…ومابال هذه الفتاة “
“لقد كانت ضائعة لذا قررنا مساعدتها”
فجأة صرخت ميروكو
“إنه يكذب!!!…..”
“لاتلقي بالا لها سيدي فقد فقدت عقلها بعد أن ضاعت من والديها “
“لم أفقده….سيدي إنهم يريدون بيعي”
وضع الشرطي كلتا يديه على كتفيها ونظر إليها بكل تهديد وسخط
“إخرسي فأنا أعرفك أيتها الوحش….كلمة أخرى وسأجعل كل من هنا يرجمك حنى الموت…..وحش قذرة “
أصبحت ميروكو غير قادرة على الكلام من شدة الصدمة ،لم تكن تتوقع أن تحصل على هذا الكم من الكراهية،لم يكن أحد في صفها لذا فقد كانت عاجزة تماما،رفع الشرطي رأسه وابتسم للرجل وقال
” هكذا الأمر اذا…احرصو على اعادتها لمنزلها”
ميروكو في نفسها: يالك..من غبي…قذر…
ربت الرجل على رأسها وسحبها من ذراعهاوقبل ان يتكلم ركلته ميروكو بقوة جعلت انفه ينزف ويسقط ارضا
” لاتجعلني اضحك…يبدو انك لاتعرفني…انا لاأنصاع لأحد الا لنفسي…أتحسب أنك انتهيت مني فور أن قيدت يدي….مغفل”
“أيتها اللعينة “
صرخ احد اصدقاء ووجه لكمة قوية لكنها انخفضت وضربته على بطنه بكل قوتها، وهربت بعيدا
“ارجو ان يكون هذا كافيا لكي ابتعد عنهم”
ظلت تركض الى ان قضى عليها التعب،لقد كانت تمطر بغزارة وقت قتالها ،فجأة لم تستطع الركض لأن حرارتها ارتفعت وبدأت بالسعال ،لم تقوى على الوقوف فسقطت على ركبتها،رفعت رأسها لأنها سمعت صوت لشخص محهول وماإن رفعت رأسها حتى تشكل الضباب بين عينها ولم تتوضح لها ا
“هل انتي بخير يا انسة”كانت فتاة مارة من هناك تملك شعرها وأعينا بلون الزمرد الأخضر تسير حاملة مظلتها فلفت انتباهها منظر الفتاة الحمراء المزري فأسرعت لتتفقد حالها فإبتسمت فور رؤيتها لها وكأن ذكريات جميلة قد عادت لها لكنها صدمت لما سقطت أمامها فتفقدت حالها وأخذتها معها
Miroko
فتحت عيني على سقف بيت جميل وبعدها سمعت صوت فتاة مألوفا
“تسوبارا..هل تشعرين بحال أفضل الآن”
“من…..مهلا أنتي يانغ….لقد تغيرتي بالكاد تعرفت عليك”
قالت بصوت خافت متألم لأنها لاتزال متأثرة بالحمى،يانغ فتاة أكبر من ميروكو وقد كانت تعرفها من قبل لأنها عاشت وتربت معهم منذ الصغر فلهم ذكريات جميلة في المدرسة الإعدادية ،مع أنها أكبر من ميروكو وشخصيتها تميل للعفة والخجل إلا أن ذلك لم يمنع من أن تنشأ بينهما روابط لطيفة،رحلت يانغ من القرية قبل حرب هيروشي بسبب ترقية والدها والذي أصبح مديرا ومسؤلا عن ميناء أراكي المشهور
“لماذا لم تخبريني مسبقا بأنكي ستأتين وايضا لماذا كنت في تلك الحالة المزرية..لو لم أمعن النظر لماعرفتك”
تنهدت ميروكو بحزن ” حسنا لقد حدث الكثير “
وقصت عليها كل ماحدث بعد رحيلها كما تشجعت وأخبرتها بحقيقتها واسمها
“هذا لايصدق…كاكي…لقد كانت شخصا رائعا حتى عند موتها “
وبقينا صامتين لدقيقة كانت ميروكو خائفة من ردة فعلها فليس كل الأشخاص مثل كورين وموتسو سيتقبل حقيقتخا ،ظلت غائصة في أفكارها وبدا الخوف في وجهها ،فجأة تكلمت يانغ بعد تفكير
“اذا انت هي ميروكو التي كات يتحدث عنها الجميع …كان عليك أن تخبريني سلفا….لأني كنت سأكون أول من يدافع عنك….مالذي دها الجميع هناك فجأة….كيف يطردونك فقط لأنكي أرغمت على حمل طاقة اكبر منك…اضافة على ذلك انكي لم تقتلي أي أبرياء…ولاتتذكرين شيئا قبل الحادث …فكيف يكون طردك منطقيا “
ابتسمت ميروكو وقد كانت على وشك البكاء لكنها أمسكت دموعها وتكلمت بصوت خافت
“أقدر لكي هذا…لكن الآوان قد فات على هذا الكلام….لم تعد لدي أي روابط مع تلك القرية….”
“لاعليكي….ستتحسن الأمور مع الوقت”
“أجل…أنا لم أفقد الأمل في هذا بعد….بالمناسبة …أين شيزو وريكو…”
“انهما في الأسفل يجهزان الفطور…هيا لننزل يبدو أنكي لم تأكلي منذ مدة “
نزلت ميروكو مع يانغ إلى المطبخ وقد انبهرت بجمال المنزل فقد كان أشبه بالقصر،ففي الأعلى أربع غرف نوم ودرج كبير يوصل للمطبخ وغرفة المعيشة والغرف الآخرى لم تتوقف ميروكو عن التأمل في تفاصيله الفخمة حتى وصلت لغرفة الطعام فوجدت كل من شيزو وريكو يبتسمان لها فتكلمت ريكو
“اهلا بك في منزلنا”
“سعيدة لأننا التقينا مجددا ميروكو”
“ياإلهي…لقد كبرتما فعلا بالكاد تعرفت عليكما …أصبحتما جميلتان جدا”
ردتا في نفس الوقت “شكرا”
شيزو وريكو هما أختا يانغ التوأمتان للكنهماغير حقيقيتان فشيزو تملك شعرا أسودا واعين زمرية وريكو تملك شعرا زمريا واعين سوداء مع هذا فهما لاتختلفان في الملامح بل في الشخصية
بعدها جلسن على تلك المائدة وباشرت بتناول الفطزر وقد كانت ميروكو تتلذذ بكل قضمة تأكلها
“لذيذ جدا…مرت مدة منذ تناولي طعاما لذيذا هكذا “
“سعيدة انه اعجبك “
فجأة ضحكت ريكو من ملامح ميروكو،فنكزتها شيزو بغضب
“تعابيرك مذهلة”
“توقفي ريكو..هذا غير لائق”
“حسنا ميروكو بعد الطعام…سنذهب للتسوق “
” لماذا…؟”
“أخبرتني أنكي ستذهبين للبحث عن فريق الحماة …..سأختار لكي ملابس”
“لاداعي لهذا فعلا….انا بخير مع ملابسي الحالية”
“حسنا على الأقل اعتبريها هدية مني ….فنحن لم نلتقي منذ زمن”
غمر يانغ الحماس وذهبو للتسوق وبدأت ميروكو تجرب الملابس ويانغ تقيمهم
” لامع جدا…… ملون جدا …….طويل جدا……..قصير جدا………..اه هذا جيد انه يليق بشعرك هيا انظري هل اعجبك”
كانت عبارة عن تنورة بلون احمر غامق متوسطة الطول وحذاء طويل بكعب متوسط فوقه رداء بلون فاتح
” لقد احببته فعلا…..شكرا لك”
MIROKO
مكثت في منزلهم لمدة 4 ايام وكنت اساعدهم في الأعمال المنزلية واحيانا انهض باكرا لأتدرب ذكرني ذلك بالماضي حقا كنت سعيدة لكن وقت مغادرتي قد حان
“كنت اتمنى ان تبقي اكثر سعدنا بوجودك”
“وانا ايضا سعيدة لأني التقيتكم”
“بالمناسبة خذي لقد حضرت لكي بعض الطعام وهذه كأمتنان لعملك معنا”
“وداعا اراكم قريبا”ودعتهم ميروكو
التعليقات